أصبحت الدراسة في الخارج خطة أساسية للعديد من الشباب في الوطن العربي الذي يريدون أن ينالوا درجة تعليمية قوية، كما يقضون تجربة سهلة ومرنة خلال المعيشة في الخارج في دولٍ مثل: ماليزيا، إسبانيا، ألمانيا، بالإضافة إلى وسائل المساعدة والدعم المختلفة للطلاب الدوليين خلال رحلة الدراسة الجامعية وما بعدها.
هناك بعض الأفكار التي تنتشر بين الطلاب الجامعيين قبل أن يتقدموا للدراسة في الجامعات بالخارج، وهي الاعتقاد أن تكاليف الدراسة الجامعية بالخارج مكلفة جدًا أو أن الدراسة ستكون صعبة إلى درجة التعقيد. يظن بعض الطلاب أيضًا أن عدم إتقان اللغة الرسمية للبلاد سيكون عائقًا كبيرًا تجاه القبول في إحدى الجامعات أو الحصول على التأشيرة.
تتفاوت التكاليف المادية للمصروفات الدراسية في جامعات دول الخارج حسب التخصص الجامعي الذي يريد الطالب الالتحاق به، وحسب مستوى المعيشة وقوة الجامعات في تلك البلاد، كما ترتفع تكاليف المصروفات الدراسية في الجامعات الخاصة نوعًا ما مقارنةً، تكاليف نفس المصروفات في الجامعات الحكومية أو المعاهد التعليمية وكذلك المدارس المهنية.
ستجد في هذا المقال جميع المعلومات حول كيفية الدراسة في الخارج على نفقتك الخاصة دون أن تجد نفسك تنفق مبالغ مادية ضخمة تضع عليك عبئًا كبيرًا.
لماذا عليك الدراسة في الخارج؟
حان وقت الإجابة على هذا السؤال من خلال التعرف على مميزات السفر للدراسة في الخارج بشكل عام، حيث يلمس كل طالب دولي تغييرًا إيجابيًا في حياته وفي مستوى تعليمه بعد انتهاء تلك التجربة. إليك أهم مميزات السفر للدراسة بالخارج:
- الاعتراف العالمي الذي تتميز به معظم جامعات دول الخارج، لذلك يقبل الطلاب الدوليين على الدراسة فيها بكل ثقة.
- إتقان العديد من اللغات العالمية والتعرف على المزيد من الثقافات المتنوعة، لأن الطالب الدولي يمتلك العديد من الفرص للتعرف على الطلاب من دول العالم المختلفة وتكوين العلاقات الطيبة معهم.
- توفير المزيد من النفقات المادية المرتفعة التي قد يدفعها الطلاب في جامعات أمريكا وبريطانيا، لأن جامعات ألمانيا وماليزيا وإسبانيا تلتزم بجودة التعليم المميزة مع ميزة التكاليف المادية المعقولة للمصروفات الدراسية.
- تجربة مثمرة علميًا وعمليًا لأن الطلاب يدرسون مناهج متطورة وحديثة، كما أنهم يحصلون على فرصتهم الكاملة في التدريب العملي من خلال الورش التدريبية والقاعات، بالإضافة إلى التدريب الميداني في الشركات والمواقع.
- تحسين مستوى التعليم الذي يحصل عليه الطالب الدولي لإن جامعات الدول الأجنبية مثل ألمانيا تفرض نظامًا تعليميًا عالي الجودة وشديد الانضباط مما يمنع احتمالات أي تقصير من المعلمين والطلاب معًا.
- تعدد التخصصات الجامعية الحديثة التي تتعلق بالعلوم، والآداب والفنون، لأن جامعات دول الخارج تركز اهتمامها على الدراسة المكثفة لكل علم. يشكل ذلك فرصة رائعة للطلاب الدوليين حتى يلتحقوا بدراسة التخصصات النادرة التي يبحثون عنها.
- اكتشاف المزيد من القدرات الشخصية والمواهب التي تظهر خلال المواقف والمعاملات التي يكون فيها الطالب الدولي منفردًا وغير منشغل بأقرانه من الأهل والجيران.
ما الذي يمكن للطالب الدولي أن يدرسه الخارج؟
البرامج التأسيسية
وهي البرامج التعليمية التمهيدية للتخصصات الجامعية المختلفة، لأن بعض التخصصات الجامعية يحتاج طلابها إلى مرحلة تأسيس وتمهيد كمقدمة للدراسة الجامعية. يدرس الطلاب بشكل مبدئي عن بعض العلوم المساعدة على الفهم والاستيعاب بصورة أفضل لتلك المقررات في المرحلة الجامعية.
هناك العديد من المؤسسات التعليمية المتخصصة في تقديم برامج تأسيسية في علوم اللغات، وتقوم بتدريس الطلاب الدوليين اللغة الإنجليزية لأنهم لا يتقنون استخدامها أو التحدث بها، وهي مطلب أساسي للدراسة الجامعية في العديد من التخصصات. تعد البرامج الدراسية فترة إعداد وتأهيل قصيرة تتراوح مدتها من عام إلى عامين، وقد تكون أقل من ذلك لذا يمكنك مراجعة تلك التفاصيل خلال الموقع الإلكتروني الرسمي المخصص للمركز التعليمي.
دراسة البكالوريوس أو الدبلوم المهني
في هذه المرحلة يدرس الطلاب التخصص الجامعي الذي وقع الاختيار عليه خلال مدة أربع سنوات تقريبًا ويتم تقسيمها لفصول دراسية مختلفة. يتعرف الطلاب على المواد الأساسية والأسس العلمية ومن ثم يتم التدرج إلى المواد التكميلية أو الإضافية. يوجد اختبارات نهائية لكل فصل دراسي تحدد قدرة الطالب على اجتياز هذه المرحلة والوصول إلى المرحلة التالية.
في الدبلوم المهني يحضر الطلاب بصورة نظامية مشابهة للبكالوريوس، ويتلقون العلوم المختلفة من خلال المناهج الدراسية، ولكن يكون التركيز أكبر على الممارسة والتطبيق العملي في الورش التدريبية والمرافق المخصصة للتنفيذ والتجارب والإشراف على أداء الطلاب.
دراسة الماجستير
بعد انتهاء مرحلة البكالوريوس سواءً في البلد الأم أو في الخارج يسعى العديد من الطلاب الدوليين إلى الحصول على درجة علمية أعلى في نفس التخصص الجامعي، فيقومون باختيار موضوع أو قضية ما ويبدأون في إنشاء رسالة بحثية عنها تتكون من شقين (نطري وعملي)، وتستغرق تلك الدراسة عامين فأكثر. تعد ألمانيا من أقوى الدول في مجال البحث العلمي ودراسات العلوم التطبيقية.
دراسة الدكتوراه
هي المرحلة الأكاديمية الأعلى والتي تعني درجة الفلسفة في التخصص الجامعي الذي يدرسه الطالب الدولي. يُسمح لحاملي هذه الدرجة العلمية أن يقوموا بالتدريس الأكاديمي للطلاب الجامعيين والمشاركة في الأبحاث العلمية.
دراسة اللغة في الخارج
يفضل بعض الأفراد من الشباب الواعد أن يخوضوا تجربة غنية بالثقافة والتراث الأصيل الذي تتمتع به البلد التي يخططون لتعلم اللغة الخاصة بها، لذا يقررون السفر إلى تلك البلاد لكي يتعرفوا على المزيد من الأشخاص ويتقنون اللغة بشكل مميز. يستمتع الأفراد بتعلم اللغة في الخارج من خلال المراكز الثقافية التي تخصصها البلاد لنشر وترويج ثقافتها، وهي فرصة لتعلم اللغة بشكل صحيح.
أنواع الجامعات في الخارج
إذا كنت من فئة الطلاب الذين يريدون دراسة مرحلة البكالوريوس أو الدبلوم المهني، فإن الخيارت ستكون أمامك واسعة أيضًا بين العديد من الجامعات الحكومية والخاصة المختلفة في الخارج. تعرف على أنواع الجامعات في الخارج
الجامعات الحكومية
هي الجامعات التي تم تأسيسها من قبل النظام الحكومي الذي يدير البلاد، كما تعمل الجامعة تحت رقابة جهة حكومية إدارية وتربوية.
مميزاتها
- رسوم مادية منخفضة.
- تطبيق معايير الجودة التعليمية.
- علاقات قوية بالمؤسسات الحكومية والشركات الكبرى.
عيوبها
- مقاعد دراسية محدودة للطلاب الدوليين.
- الإجراءات والأوراق قد تحتاج إلى وقت طويل.
- صعوبة تحقيق الشروط المطلوبة مثل معدل دراسي مرتفع بالمرحلة الثانوية.
الجامعات الخاصة
هي الجامعات التي تم تأسيسها وإنشاؤها من قبل جهات أو منظمات غير حكومية، ولكنها تخضع لرقابة حكومية بدرجة أقل من الجامعات الحكومية.
مميزاتها
- مدة زمنية أطول للتقديم على الجامعات.
- سهولة شروط القبول مثل معدل دراسي متوسط بالمرحلة الثانوية.
- وجود فرص أكبر للحصول على مقاعد دراسية.
عيوبها
- رسوم مادية مرتفعة إلى حد ما.
- ضغط نفسي أكبر على الطالب للحصول على أعلى الدرجات في الاختبارات النهائية.
- وجود التنافس بصورة أكبر بين الطلاب.
ما هي المواصفات التي يجب أن تبحث عنها عند اختيار جامعتك في الخارج؟
هناك بعض المواصفات والمعايير التي يتفق الطلاب الدوليين عليها عندما يتجهون للدراسة بالجامعة في الخارج، وأهم هذه المواصفات هي:
- جودة التعليم الجامعي، لأنه يحدد المستقبل المهني والمصير المستقبلي للخريج فيما بعد.
- تكاليف الدراسة والمعيشة المناسبة، لأن المبالغ المادية المرتفعة تشكل عائقا نحو تحقيق أحلام العديد من الطلاب الدوليين.
- سهولة الحصول على التأشيرات والإقامة والأوراق المطلوبة خلال هذه البلاد. تضع بعض الدول الأجنبية شروطًا معقدة بعض الشيء عند التقدم إلى طلب الحصول على تأشيرة طالب بها.
- عدد سنوات الدراسة في كل مرحلة تعليمية خلال الجامعة، لأنها مرتبطة بالنفقات أو المصروفات السنوية.
- فرص العمل والمستقبل الوظيفي المرتبط بالتخصص الجامعي الذي تم اختياره.
- توفير سبل الأمان والراحة خلال الحرم الجامعي والسكن الطلابي التابع له. يتم توفير انظمة أمان ومراقبة متطورة لمثل هذه الأماكن حتى يتم حماية جميع الطلاب وتقليل المخاطر التي قد يتعرضون إليها.
- وجود أفراد مساعدة للطلاب الأجانب الغير ناطقين بلغة البلاد حتى تسهل عليهم الحصول على الخدمات الأساسية من الجامعة.
أفضل الدول التي يختار الطلاب الدوليين الدراسة الجامعية فيها كل عام
ألمانيا
هي جمهورية ألمانيا الإتحادية التي تقع في منتصف قارة أوروبا. تتميز ألمانيا بتاريخها القوي، وموقعها الجغرافي المركزي الذي جعلها نقطة التقاء العديد من الحضارات. تعد ألمانيا الآن من الدول التي تتمتع باقتصاد غني وثقافة كبيرة، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الجميلة في أنحاء البلاد.
يفضل طلاب البحث العلمي والعلوم الهندسية والتطبيقية أن يدرسوا في ألمانيا، لأن جامعاتها تقدم العديد من وسائل المساعدة لكافة الطلاب البحث العلمي والتخصصات العلمية الصعبة، لذا هي الخيار الأمثل لمثل هذه التخصصات.
ماليزيا
هي دولة اتحادية تتكون من عدة جزر متنوعة تقع في جنوب شرق آسيا. تتميز ماليزيا بالبنية التحتية الحديثة، ومعدلات الأمان المرتفعة، مما جعلها وجهة مفضلة وآمنة للعديد من السياح في كل دول العالم. يحصل الطلاب الدوليين على تجربة غنية ثقافيًا تحديدًا في تجربة المعيشة في ماليزيا لأن أفراد الشعب يتمتعون باختلاف وتنوع في الأديان والثقافات، لذلك يحرص الطلاب على ألا يفوتوا تلك الفعاليات المختلفة.
تقدم جامعات ماليزيا فرصةً مفيدة ومرضية بالنسبة للطلاب الدوليين الذين يبحثون عن دراسة الطب البشري أو أحد التخصصات الطبية المشابهة، لأن جامعات ماليزيا تقدم تعليم جامعي قوي ومعتمد عالميًا، كما تسمح للطلاب بالتدريبات الميدانية في المستشفيات والمراكز الطبية، وغيره.
إسبانيا
هي مملكة إسبانيا أحد أعضاء الاتحاد الأوروبي والتي تقع في جنوب غرب أوروبا. تتميز إسبانيا بالتنوع الثقافي الكبير الذي يظهر على مدنها المختلفة التي تتمتع بالتضاريس الجغرافية الخلابة بين البحار والجبال وغيرها. تمتلك الأراضي الإسبانية تاريخًا طويلًا مع حضارات مثل الرومان، والإسلام، لذا سيجد الطلاب الدوليين اللغة الإسبانية متقاربة إلى حد كبير مع اللغة العربية.
اشتهر أهل إسبانيا منذ زمنٍ طويل بالفنون والثقافة الغنية بالإبداعات مثل الشعر، والأدب وفنون الرقص، والرسم. يظهر ذلك بقوة إلى الآن في إسبانيا حيث يجد الطلاب الدوليين العديد من الفرص الممتعة للدراسة في جامعات وأكاديميات متخصصة في الفنون والتصميم والعلوم التطبيقية.
في نهاية هذا المقال يستطيع كل طالب دولي أن يعرف الاتجاه الذي سيذهب إليه بين المراحل الدراسية المختلفة التي تقدمها الجامعات بالخارج. هناك أيضًا نبذة توضح الفروق بين الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة، وما هي المواصفات التي يجب أن يبحث عنها الطالب عند اختيار الجامعة.
يمكنك التواصل معنا للمزيد من الاستفسارات حول الدراسة بالخارج.