كيف تختار البرامج الدراسية بناءً على سوق العمل؟

كيف تختار البرامج الدراسية بناءً على سوق العمل؟

يشعر الطلاب بالحيرة والتردد بعد انتهاء المرحلة الثانوية، بسبب وجود العديد من الخيارات الدراسية بين الجامعات والتخصصات الجامعية المختلفة، بالإضافة إلى طبيعة دراسة كل تخصص جامعي، والفرص الوظيفية المتاحة لخريجي هذا التخصص، كما يخشى الطلاب من الفشل أو أن يكون اختيارهم غير مناسب مع قدراتهم أو احتياجات سوق العمل الحالي، مما يؤدي بهم إلى البطالة وغياب التطوير الذاتي.
هناك الكثير من المعايير التي يختار بها الطلاب الجامعيين تخصصهم الدراسي، مثل: ثقافة المجتمع، والميول والاهتمامات، بالإضافة إلى اتجاهات سوق العمل الأخيرة. ينصح خبراء التوظيف باختيار البرامج الدراسية بناءً على سوق العمل، كما تهتم الشركات والمؤسسات بتوظيف الخريجين الحاصلين على شهادة أكاديمية معتمدة من جامعات قوية ذات تعليم عالي الجودة، لذا تعتبر الدراسة في الخارج من أفضل عوامل الجذب والحصول على القبول الوظيفي. تعرف أكثر كيف تختار البرامج الدراسية بناءً على سوق العمل. 

لماذا تختار البرامج الدراسية بناءً على سوق العمل؟

يعد اختيار التخصص الدراسي أحد أهم القرارات المصيرية التي يحددها كل طالب لمستقبله الدراسي والمهني، كما يساهم التخصص الدراسي في رسم شكل حياته الاجتماعية ومستوى المعيشة فيما بعد. تعرف لماذا تختار البرامج الدراسية بناءً على سوق العمل:

  •  فرص عمل أفضل: عند اختيار تخصص جامعي مطلوب في سوق العمل، تزداد فرص الحصول على وظيفة بعد التخرج، كما أن الشركات تبحث دائمًا عن خريجين حاصلين على تعليم عالي الجودة في التخصصات المطلوبة حتى يؤهلهم للعمل لديهم.
  • رواتب أعلى: تضع الشركات امتيازات مهنية وعروضًا مغرية في إعلانات الوظائف المرتبطة بالتخصصات التي تشهد طلباً كبيراً في سوق العمل، مثل: عرض رواتب أعلى، ومرونة في ساعات العمل، أو العمل عن بعد وغيرها بشرط أن يكون المتقدم للعمل من ذوي الخبرة والكفاءة.
  • تجنب البطالة: من الضروري اختيار تخصص مطلوب في سوق العمل للوصول إلى الفرص الوظيفية بشكل أسرع، لأن التخصصات التي لا يوجد طلبات توظيف عليها قد تعرض الخريج لخطر البطالة أو العمل في وظائف غير مناسبة.
  • التكيف مع تغيرات سوق العمل: يرتبط سوق العمل بالأوضاع الاقتصادية، والتغييرات السياسية والأحداث المؤثرة عالميًا، لذا فهو يتغير باستمرار، وبالتالي فإن اختيار تخصص دراسي حديث يتيح لك اكتساب مهارات ومعارف جديدة، ويجعل الخريج على استعداد لمتابعة التغيرات والتحديات المستقبلية.
  • فرص الترقية والتطور المهني: عند التقدم إلى طلب التوظيف في مجال مهني مطلوب، فإنه من المتوقع أن تزداد فرص الترقيات والتطوير المهني عند الحفاظ على مستوى الالتزام والكفاءة. عادة ما تستثمر الشركات في موظفيها المؤهلين وتوفر لهم فرصًا للتدريب والتطوير.

كيف تتعرف على أحدث اتجاهات سوق العمل؟

أصبح في إمكان جميع الطلاب أن يصلوا إلى المعلومات والبيانات التي يهتمون بمعرفتها حول أحدث اتجاهات سوق العمل من خلال شبكة الانترنت التي سهلت عمليات البحث إلى حد كبير. إليك بعض الطرق التي تساعدك في التعرف على أحدث اتجاهات سوق العمل:

1-متابعة مواقع التوظيف:
من الضروري أن يتعرف الطالب بشكل مبدئي على أنواع الفرص الوظيفية التي تنتشر في الفترة الأخيرة على مواقع التوظيف. يوجد العديد من الخيارات المساعدة في البحث مثل اختيار الدولة وعدد ساعات العمل والوصف التعريفي لطبيعة كل عمل. تعرف على أهم المهارات والمسميات الوظيفية الشائعة في مواقع التوظيف الشهيرة مثل: LinkedIN Indeed، Wuzzuf. 

2-تقارير سوق العمل: يمكنك الوصول بكل سهولة إلى التقارير السنوية أو النصف سنوية التي تقوم المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص بنشرها حول اتجاهات سوق العمل، فهي غالبًا ما تشمل تحليلات عميقة في المجالات المهنية المختلفة وأداء الموظفين والإقبال على إعلانات الوظائف ومتوسط الدخل وغيرها من المعلومات المهمة. 

3-المؤتمرات والندوات: هناك العديد من الهيئات والمنظمات التي تقوم بتنظيم فعاليات مهنية مفصلة حول مجالات عمل محددة، كما يسهل حضور تلك المؤتمرات والندوات المهنية لأن الهدف الأساسي منها هو توفير فرص للتواصل مع الخبراء في المجال والتعرف على أحدث التطورات.
4-الشبكات الاجتماعية: لدى معظم الشركات والمؤسسات حاليًا حسابات إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي مثل LinkedIn وTwitter. تقوم الشركات والمؤسسات بنشر أخبارًا متنوعة حول إعلانات التوظيف والاتجاهات المستقبلية.
5-المقالات والمدونات: يتاح أيضًا الوصول إلى عدد كبير من المقالات والمدونات التي يكتبها الخبراء في مجال الموارد البشرية وتطوير المهارات المهنية. تساعد هذه المقالات في فهم المزيد من التفاصيل حول عالم الأعمال.
6-الأخبار الاقتصادية: من السهل على الطلاب متابعة الأخبار الاقتصادية المحلية والعالمية، حيث أن التغيرات الاقتصادية تؤثر بشكل كبير على سوق العمل ومتطلبات الفرص الوظيفية المختلفة.

كيف تختار البرامج الدراسية بناءً على سوق العمل؟

بعد التعرف على أحدث اتجاهات سوق العمل ومتابعة التقارير حول مجالات العمل المختلفة، أصبح من السهل تقليل الخيارات الدراسية التي تفكر بها في المرحلة الجامعية. تعرف كيف تختار البرامج الدراسية بناءً على سوق العمل: 

1-تحديد مجالات العمل: بعد جمع المعلومات وتكوين خلفية مبدئية يستطيع كل طالب الآن أن يحدد الفرص الوظيفية التي يزداد الطلب عليها، والتعرف على المهارات المطلوبة لكل مهنة.
2-تطوير مهاراتك: سجل أهم المهارات التي تحتاج إلى اكتسابها وتطويرها حتى تكون جاهزًا للحصول على القبول الوظيفي.
3-البحث عن فرص التدريب: يساعد التدريب العملي في تعليم وإعداد الطلاب بهدف التعرف على بيئة العمل بشكل مباشر.
4-شبكة علاقات مهنية: ابحث عن الأشخاص الذين يعملون في المجالات المهنية التي تهتم بها، وتواصل معهم. يمكنك الوصول إلى الفرص الوظيفية بشكل أسرع من خلال شبكة العلاقات المهنية.

عوامل أخرى يجب مراعاتها عند اختيار البرنامج الدراسي:

  • الميول والاهتمامات: من الأفضل أن تختار التخصص الجامعي الذي يلائم اهتماماتك وميولك، حتى تستمتع خلال دراسته وإنجاز نجاحات فيه.
  • المهارات الحالية: قم بتقييم مهاراتك الحالية وحدد التخصص الذي يمكن أن تساعدك مهاراتك الحالية على النجاح فيه.
  • الجامعة والكليات: اجمع الآراء والتقييمات حول الجامعة التي تريد الدراسة بها، وتحقق من السمعة الأكاديمية وتعرف على البرامج الدراسية المتاحة.
  • التكاليف الدراسية: قارن بين تكاليف الدراسة لكل تخصص جامعي واختر البرنامج الدراسي الذي يتناسب مع ميزانيتك.

نأمل أن يساعدك هذا المقال على اختيار البرنامج الدراسي الذي تخطط له في المرحلة الجامعية، سواءً كنت تخطط للدراسة في الخارج أو الدراسة في بلدك الأم، فيجب عليك أن تبحث حول فرص العمل المتاحة، ومتوسط الرواتب، وفرص التطور المهني، وغيرها من العوامل التي تساعدك في تحديد خيارك النهائي. 


من الضروري أن يربط كل طالب جامعي بين اهتماماته والتخصص الجامعي ومجال العمل في المستقبل، حتى يضمن لنفسه حياة أكثر مرونة ورفاهية بين فرص العمل وتحقيق النجاحات المهنية مع اكتساب الخبرات التي تؤهله لكي يكون دائمًا الأفضل في عمله. حقق الآن نجاحك المهني الذي ينعكس على جوانب نفسية، ومادية، واجتماعية من خلال التعرف على كيفية اختيار البرامج الدراسية بناءً على سوق العمل.

لديك إستفسار حول الدراسة في الخارج؟