تعد الدراسة في الخارج فرصة ممتازة لاكتساب الخبرات المتنوعة على كافة المستويات، حيث يدرس الطلاب الدوليين في أفضل المناهج الدراسية ويختارون التخصص الجامعي الأقوى والأكثر طلبًا في سوق العمل، كما يتلقى الطلاب مجموعة من التدريبات الميدانية المكثفة حتى تجعلهم أقرب لطبيعة المهن التي تنتظرهم بعد التخرج.
على الجانب الآخر يقلق الطلاب العرب حول اختيارهم الدراسة في الخارج، لأنها ستجعلهم أبعد عن بلادهم وعائلاتهم وهويتهم العربية، لأن الهوية العربية عبارة عن إرث ديني وتاريخي عريق لا يمكن التفريط فيه. يرى البعض أن التكيف والاندماج مع هوية مختلفة أمرًا شاقًا، لأنهم بحاجة إلى تقوية مهاراتهم في تقبل الاختلاف واحترام الآراء والأفكار المختلفة. هل يتنازل الطالب العربي عن هويته ثمناً للاندماج في بيئة جديدة؟ تعرف كيف يحافظ الطالب العربي على هويته في بيئة جديدة
تجربة الدراسة في الخارج
يسعى آلاف الطلاب في العالم للحصول على فرصة الدراسة في الخارج رغبة في الوصول إلى مستوى تعليمي متميز من خلال أقوى البرامج التعليمية التي تمدهم بالمهارات والمعلومات الأساسية في مختلف التخصصات الجامعية، كما يوفر التعليم الجامعي بالخارج خيارات تعليمية متنوعة مثل التخصص المنفرد، والتخصص المزدوج، والدراسة في مرحلة البكالوريوس، ومرحلة الدراسات العليا.
يدرس الطلاب الجامعيين في بيئة دولية نشطة بفضل الدراسة بين آلاف الطلاب من جنسيات مختلفة، فهي فرصة ممتازة للتعرف على الزملاء وتكوين شبكة أوسع من العلاقات، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والآراء. توفر الجامعات في الخارج تجربة دراسية عالية الجودة عن طريق أحدث المرافق الدراسية، مثل: المدرجات والقاعات المزودة بالأجهزة الرقمية والشاشات الذكية، بالإضافة إلى المكتبات، والمختبرات في العلوم المختلفة مثل الكيمياء، والفيزياء، وعلم وظائف الأعضاء وغيرها.
مخاوف الطلاب الجامعيين أثناء الدراسة في الخارج
بالرغم من المزايا المتنوعة لتجربة الدراسة في الخارج، إلا أنه لا زال هناك بعض المخاوف التي يقلق منها بعض الطلاب الدوليين قبل السفر إلى الخارج، وربما تؤثر على قرارهم الدراسي وتسبب لهم المزيد من الضغوط. تعرف على أهم مخاوف الطلاب الجامعيين أثناء الدراسة في الخارج:
1-صعوبة التواصل مع الآخرين: تعد اللغة الإنجليزية أو اللغة الأجنبية عمومًا حاجزًا كبيرًا في البداية بالنسبة للطلاب الدوليين الذين يبدأون عامهم الأول بالمعيشة والدراسة في الخارج، حيث يصعب عليهم التحدث بطلاقة وفهم ما يقوله الناس بسهولة.
2-الشعور بالوحدة والملل: يسافر الطالب الدولي من بلده وبيته إلى مكان دراسته الجديد والسكن الجامعي الذي يوجد به مئات الطلاب الغرباء أيضًا بالنسبة إليه، لذا ربما يعاني الطلاب من الشعور بالوحدة والغربة في الشهور الأولى.
3-النفقات المادية: لدى كل جامعة تكاليف دراسية محددة ومعلنة لكل الطلاب الراغبين في الدراسة بها، مما يسهل عليهم التخطيط للنفقات والميزانية السنوية جيدًا، ولكن قد تختلف التكاليف الأساسية للمعيشة وسلع الأغذية وإيجار الشقق وغيرها. يتعلم الطلاب خلال الدراسة بالخارج مهارة الادخار وإدارة الموارد المالية.
4-الاندماج مع الثقافة الجديدة: يحتاج كل طالب دولي إلى وقت ما حتى ينسجم مع البيئة الجديدة ويتعرف على عاداتها وثقافتها، وهي غالبًا ما تكون مختلفة عن ثقافته الأصلية. يتغلب الطلاب على هذا الاختلاف الثقافي من خلال المحادثات المتكررة والمواقف اليومية مع أهل البلد الجديد بهدف التعرف أكثر على العادات والثقافات.
5-عدم الاستجابة مع النظام الأكاديمي الجديد: تختلف الأنظمة الدراسية ووسائل التقييم والدرجات في المدارس والجامعات الأجنبية بالخارج مقارنةً مع المدارس والجامعات في البلد الأم، لذا يجد الطالب الدولي صعوبة في فهم تلك الأنظمة في البداية، ولكنه يحصل على الدعم الأكاديمي الكافي الذي يحل لديه جميع المشاكل الدراسية.
كيف يحافظ الطالب العربي على هويته في بيئة جديدة؟
مع تكرار المواقف والتعاملات اليومية مع الزملاء والمعلمين والجيران خلال الدراسة في الخارج، قد يشعر الطالب العربي بالقلق حول هويته في بيئة جديدة مختلفة عنها تمامًا، لأن العديد من الطلاب الجامعيين ينجحون بمرور الوقت في التأقلم والاندماج مع الثقافة الأجنبية في دول الخارج. من خلال بعض النصائح تعرف كيف يحافظ الطالب العربي على هويته في بيئة جديدة:
1-التواصل مع الطلاب العرب: عندما يكتسب الطالب العربي صداقات مع الطلاب العرب الآخرين سيكون من السهل أن يخلق شعورًا بالانتماء والهوية العربية.
2-ممارسة العادات والتقاليد العربية: يستطيع كل طالب عربي أن يمارس الطقوس المفضلة لديه في هويته مثل: إعداد الأطعمة التقليدية، أو الاحتفال بالمناسبات الدينية، أو حتى من خلال سرد القصص والنوادر العربية مع الأصدقاء.
3-المشاركة في الأنشطة الثقافية: يتم تنظيم أيام محددة بالجامعات للمشاركة في أنواع مختلفة من الأنشطة الثقافية، كما توجد العديد من الجمعيات الثقافية العربية في دول العالم التي تهتم بإعداد الفعاليات والاحتفالات العربية.
4-احترام الثقافة الجديدة: يتعلم الطالب الدولي أن يكون منفتحًا على الثقافة الجديدة، وأن يحترم عاداتها وتقاليدها، مع الحفاظ على هويته الخاصة.
5-قراءة الأدب العربي: تعد قراءة الكتب والشعر العربي من أهم الوسائل في الحفاظ على الصلة بالثقافة العربية.
6-التحدث باللغة العربية: إن استخدام اللغة العربية في الحديث مع الأصدقاء والعائلة يحافظ على اللغة العربية، ويجعل الهوية العربية حاضرة.
7-الحفاظ على الروابط العائلية: يساعد التواصل المنتظم مع العائلة والأصدقاء بالوطن في الحفاظ على الهوية العربية، لأن المحادثات ستتعلق بأحداث وأماكن وأفكار مرتبطة ببلادك التي تبرز فيها الهوية العربية في كل تفاصيلها.
الآن يمكن للطلاب العرب أن يختاروا من بين فرص الدراسة في الخارج حتى يدرسوا أي تخصص جامعي يحلمون به بلا أي مخاوف أو قلق، فمن حق كل طالب عربي أن يحصل على أفضل تجربة تعليمية معتمدة دوليًا مع اختيار برامج تعليمية متطورة وحديثة، بالإضافة إلى المزيد من منافع تجربة الدراسة في الخارج.
بالرغم من رضا آلاف الطلاب الدوليين عن تجربة الدراسة في الخارج، إلا أن هناك عدد كبير من الطلاب يشعر بالتردد والقلق، كما توجد لديهم عدد من المخاوف أثناء الدراسة بالجامعة، مثل: صعوبة التواصل مع الآخرين بسبب حاجز اللغة، والشعور بالغربة والملل، وصعوبات في إدارة الموارد المالية، وغيرها. تعرف على النصائح التي تساعد الطالب العربي حتى يحافظ على هويته.